تأثير برامج الابتكار العلمي والذكاء الاصطناعي على التوجهات الأكاديمية لطلبة المدارس بمحافظة ظفار

تولي وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان اهتماما بالغا ببرامج الابتكار العلمي والروبوت والذكاء الاصطناعي، حيث تقوم أقسام الابتكار والأولمبياد العلمي في محافظات السلطنة المختلفة بتنفيذ عدة برامج في هذه المجالات مثل مسابقات الابتكار العلمي، ومسابقات الذكاء الاصطناعي، والروبوت والطائرات بلا طيار. يأتي هذا الاهتمام بناء على ما تشير إليه الدراسات والأطر النظرية إلى أن الأنشطة التعليمية للروبوتات والابتكار العلمي تؤثر بشكل إيجابي على مواقف الطلاب ومهاراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). إذ تنمي مهاراتهم المختلفة في حل المشكلات والإبداع والربط المعرفي في المشروعات بين العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، وتعزز فضول الطلبة نحو الحصول على مزيد من المعرفة في هذا المجال.
تهدف هذه الدراسة إلى تتبع الأثر الناتج عن مشاركة الطلبة في محافظة ظفار في برامج الابتكار العلمي والذكاء الاصطناعي منذ عام 2016 إلى عام 2023، على خياراتهم للدراسة بالصفين الحادي عشر والثاني عشر وخياراتهم الجامعية، وقد بلغ عدد الطلبة المستجيبين لأداة الدراسة 100 طالب وطالبة من المشاركين من محافظة ظفار في هذه المنافسات في الفترة الزمنية المحددة.
توصلت الدراسة إلى نتائج عدة، أبرزها أن 94% من الطلبة يجدون أن مشاركتهم في هذه البرامج نمت لديهم مهارات في البحث العلمي، وعززت توجههم نحوه، كما أن 85% من هؤلاء الطلبة لا يزال لديهم الرغبة بمواصلة المشاركة في مثل هذا النوع من البرامج والمناشط العلمية. كذلك فإن 79% من الطلبة اختاروا مواد دراسية علمية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر بتأثير من هذه المشاركة، والتي ولدت لديهم رغبه في إكمال التعلم في الاتجاه العلمي، والتخصص المستقبلي في مجالات ذات صلة بالابتكار والروبوت والذكاء الاصطناعي، كما تشير النتائج أيضا إلى أن هذه البرامج تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الطلاب لاختيار التخصصات الجامعية ذات الصلة بمجالات STEM، حيث بلغ عدد الطلبة الذين اختاروا تخصصا جامعيا في أحد أفرع المجالات المرتبطة به إلى ما يقدر بـ 65 % من المستجيبين لأداة هذا البحث. وعلى الرغم من التأثير الإيجابي، تظهر الدراسة أن استمرار المشاركين بعد التعليم المدرسي في مجالات الابتكار قد يكون منخفضًا، وذلك بسبب انشغالهم بالدراسات الجامعية ونقص الفرص المتنوعة. إذ أن 25.7% من الطلبة الجامعيين مستمرون في المشاركة فقط، ورجح الطلبة تأخر المشاركة لديهم إلى انشغالهم بالدراسة ونقص الفرص المتاحة أمامهم.
توصي الدراسة بـتشجيع الطلبة على المشاركة المستمرة في برامج الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتمكين مراكز الابتكار من الوصول لأكبر عدد من الطلبة بتوفير المواد والخبراء. كما توصي بتعزيز مفهوم الابتكار في المناهج المدرسية، وتكثيف البرامج التي تشجع على التقصي العلمي. كذلك توصي بالبحث في حلول لتقليل تخوف الطلبة من تأثير المشاركة في البرامج والمناشط الخاصة بالروبوت والابتكار العلمي على تحصيلهم الدراسي وقبولهم الجامعي.كما توصي الدراسة بتنفيذ دراسات وأبحاث أخرى لتقصي أسباب الفروق بين إقبال الطلبة الذكور والإناث نحو المشاركة في برامج الابتكار والروبوت والذكاء الاصطناعي.