فاعليّة إدارة برنامج السنة التحضيرية في جامعة حائل من وجهة نظر الطّلبة في ضوء بعض المتغيرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة حائل - كلية التربية – المملكة العربية السعودية

المستخلص

تحظى الجامعات بمكانة مهمة فى أى مجتمع باعتبارها أداة التنمية، والجهة المسؤولة عن إعداد الطاقات البشرية التى تسعى إلى تمكينهم من المعارف والمهارات والقيم اللازمة لخدمة مجتمعهم، ولإحداث التنمية والتقدم العلمى والاجتماعى، وهى التى تمد المجتمع بقياداته الثقافية والسياسية، ومنها يتخرج المبدعون، والمخترعون، وهى صمام الأمان والأمن للمجتمع بمقدار ما تعد أبناءها من الطلبة، وبمقدار ما تدفع بالحركة العلمية والبحثية نحو حل مشكلات المجتمع فى جميع جوانبه الثقافية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية (نوره قارور، و لينده عموش، 2013، 60).
وتعتبر الجامعات من أكثر المؤسسات التربوية تأثرًا بالتجديدات على مختلف أنواعها ومستوياتها، حيث تعد الجامعة ومؤسساتها العلمية والتربوية والبحثية التابعة لها من العناصر الأساسية فى قيادة المجتمع وتوجيهه التوجيه الصحيح والفاعل، نحو التطور والرقى واللحاق بعجلة التغيير المتسارعة فى العالم، كى يواكب هذا المجتمع تلك التطورات ويتعامل معها، ويستجيب لإفرازاتها فى جوانب الحياة المختلفة، ويستثمرها فى عملية البناء والتنمية الاجتماعية الشاملة فى مختلف الميادين (موفق الحسناوى، 2010).
وطلبة الجامعات من أهم شرائح شباب المجتمع، وعليهم تبنى آمال الأمة ومستقبلها، وإليهم تؤول مسؤولية حمل أمانة العمل الوطني، لذلك فالشباب الجامعى يشكلون طليعة متقدمة من الشرائح الاجتماعية، لأنهم العناصر المتدربة، والمتخصصة، والأساس فى إحداث التغييرات الشاملة فى مختلف مجالات الحياة، بطبيعة دورهم المؤثر فى المجتمع، وقدرتهم على التفاعل مع الآخرين (ذياب البداينه، وآخرون، 2009).
كما أصبحت الجامعات أمام تحديات لمهامها الرئيسة، ولم يعد دورها يقتصر على تزويد طلبتها بالمعلومات التى يحتاجونها فى معالجة أمور حياتهم، بل عليها أيضا أن تركز على مفهوم إعداد الفرد للحياة، وتزويده بأدوات التفكير والمهارات والإستراتيجيات اللازمة لكى يتمكن من حل المشكلات التى تواجهه بكفاءة وفاعلية. كما أكدت مطالب سوق العمل فى كل الدول أهمية تطوير قدرات الطلاب فى حل المشكلات ضمن كل المستويات والتخصصات التعليمية، إضافة إلى مهارات أخرى كالتفكير الناقد، واتخاذ القرارات الإبداعية، والقدرة على التواصل، والتعلم الذاتى بصرف النظر عن التمكن من المعرفة فى مجالات محددة (Thomas, & Englund, 1990).
وتحظى السنة التحضيرية باهتمام ملحوظ ومتزايد نظراً لقناعة الباحثين والممارسين بالنتائج الإيجابية لتطبيق هذه الممارسة فى المؤسسات الجامعية، حيث تعد من إحدى التجارب الحديثة نسبيًّا فى الجامعات السعودية، بوصفها إحدى الممارسات المثلى فى التعليم العالى على المستوى العالمى (العنقرى، 1435هـ)، فانتقال الطّلبة من الحياة المدرسيّة إلى الحياة الجامعيّة وتكيفهم الاجتماعى والأكاديمى يتطلب تزويدهم بمجموعة من الكفايات المعرفيّة، ومهارات التّواصل، ومهارات التفكير العليا، وتحليل المعلومات، والتعلّم الذاتى، والتأمل الذاتى للممارسات وتدوين الملاحظات ومهارات البحث والتكامل الاجتماعى مع الأقران Hodgson, P., Lam, P. and Chow, C., 20011))

الكلمات الرئيسية